آيس كريم صلاح
12 ديسمبر 2018 الساعة 11:41 صباحا
هو عنوان مقتبس من فيلم «آيس كريم فى ديسمبر» لعمرو دياب.. فقد تعاملت الصحافة البريطانية مع أهداف محمد صلاح الثلاثة فى مرمى بورنموث (تكتب هكذا: هات ــ تريك) بإعجاب، وقالت إنه شكل مع فيرمينيو ثنائيا رائعا، أجهد دفاع بورنموث، وقام صلاح بمعاقبة الدفاع وحارس المرمى، ووصفت هدفه الثالث بأنه قام بمراوغات رائعة عذب بها دفاع بورنموث وحارس المرمى، وفعل ذلك بعزف منفرد وببرود أعصاب بالغ، واعتلى القمة فى ديسمبر وسجل هدفا وأنهى المباراة والكرة معه ليخرج بها للذكرى، وقال إيدى هاو مدرب بورنموث: «لقد كافحنا للتعامل معه، إنه أحد أفضل اللاعبين فى العالم».** لماذا بدا صلاح حزينا أو غاضبا، ولم يحتفل بأهدافه الثلاثة التى صعدت بفريقه إلى قمة البريمييرليج؟ هل هو النقد الذى تعرض له مرة أخرى قبل أن يسجل أهدافه الثلاثة الأخيرة؟ لقد عادت كل الصحف البريطانية للتغنى بموهبته ومهاراته، وقالت الجارديان: «هو نجم على الشجرة، وهو أكثر إشراقا وأكثر برودة من أى وقت مضى انظروا إلى الأرقام، لقد راوغ وسجل الهدف الثالث بالجزء الخارجى من أصبع قدمه اليسرى».**هذا ما قالته الجارديان رحم الله الكابتن على زيوار صاحب هذا التعبير الذى استخدمته الصحيفة البريطانية، فيبدو أنا صدرنا مع محمد صلاح ما لذ وطاب من تعبيرات ولوازم انفدرت بها الكرة المصرية!** جمهور ليفربول أخذ يغنى لمحمد صلاح بعد المباراة.. ولكنه تعجب لعدم احتفاله بأهدافه، لدرجة أن «تويتر» شهد تغريدات عديدة من جماهير ليفربول حول عدم احتفاله، وتساءل عشرات المشجعين: لماذا؟ وقال أحدهم لعل البريمييرليج أصبح سهلا للغاية بالنسبة لصلاح، ولم يعد هناك ما يستحق الاحتفال. فيما قال آخر مازحا: يبدو أن صلاح يرغب فى الانتقال إلى مانشستر يونايتد!** مهما كان سبب عدم احتفال صلاح بأهدافه الثلاثة، فإن عليه أن يتجاوز السبب، ويتذكر دائما كم أحبه جمهور ليفربول، وكيف غنى له كثيرا، وعليه أن يتذكر أيضا أن سبب نقد المشجعين هو انتظاره فوق الجواد الأبيض شاهرا قدمه اليسرى كما السيف فى كل مباراة.. والجمهور سريع التحول والاشتعال، يفرح سريعا ويغضب سريعا. عليه أن يتحمل، إذا كان سبب عدم احتفاله بأهدافه هو الجمهور..!** أتابع الكرة السعودية بحكم العمل منذ مطلع السبعينيات، ومنذ استعانت رعاية الشباب بالخبير الإنجليزى جيمى هيل لتطوير اللعبة. وعرفت وشاهدت طوال سنوات مباريات المنتخب فى كأس آسيا والخليج، وديربيات الهلال والنصر منذ أيام النعيمة وماجد عبدالله، وكيف كانت عيدا حقيقيا دائما..** تابعت أمس نصف ساعة من ديربى الرياض بين الهلال والنصر. وكان الهلال متقدما بهدفين، ثم عاد النصر وأهدر الفرص بقدر ما أهدر الهلال. لكن صورة المباراة رائعة. جمهور غفير من الطرفين. حماس منقطع النظير. كرة رفيعة المستوى، وهناك محاولة ثم محاولة مضادة. تصوير تليفزيونى رائع ومبهج. وبدا كأننا نتابع مباراة ديربى أوروبى.. علما بأن الكرة السعودية تحظى بأكثر من ديربى. فهناك الاتحاد والأهلى فى جدة أيضا. والشباب والاتفاق فى المنطقة الشرقية.. بخلاف ديربيات عكسية بطريقة المقص، بين الاتحاد والنصر وبين الهلال والأهلى** فتح الاتحاد السعودى الباب أمام الأجانب وسمح بستة لاعبين لكل ناد، وساهم ذلك فى ارتقاء المستوى. كما طورت مشاهدة المباريات عمليات التسويق، وعاد الجمهور إلى الملاعب بكثافة، فأحيا المشهد وجعله أجمل. ومع ارتفاع مستوى الدورى السعودى، وارتقاء التعامل مع اللعبة على أنها صناعة تستحق الاهتمام.. تكون الكرة السعودية قد عادت إلى موقعها المميز آسيويا وعربيا، وفى حال الاستمرار بنفس المستوى ستكون قوة ناعمة.. بقلم حسن المستكاوى *نقلا عن جريدة الشروق